تربية الابناء
الإستشارة
عندي بنت عمرها 6سنوات وكذلك تؤام عمرهم 2 سنة المشكلة تكمن في البنت الكبيرة لاتعرف التعامل معها مع العلم بان اهلي يشتكو من تصرفاتها وصوتها المرتفع وعنادها كذلك والكل يلاحظ عليها تصرفات ذكورية تتعدى على اخوتها الصغار مرات عده استخدمت الولاعه وفي الحرق استخدم السكين في الطعن وبصراحه انا أتكلم معها اعلمها ولكن ما تسمع الكلام ولكن بالضرب تسمع الكلام يعني الان اذا ابي منها شي اضربها تسمع وبالكلام ما تسمع وامها جدا باردة في التصرف وهذا ملاحظ من الكل برود في التعامل مما أدى الى الدلع الزائد وهذا الشي غير مرغوب مع الاعتماد على الخادمة
الإجابة
نشكر لك ثقتك وتواصلك ويحثك عن الحل . .
ذكرت ان سلوك البنت الكبرى بين ابنائك فيه ذكورية (عدوانية) على اخواتها الصغار . . وتقصد بذلك انها تقوم بسلوكيات عدوانية اعتدنا انه لا يقوم بها الا الذكور ، ما تقوم به ابنتك من سلوكيات تكون ناتجة غالبا عن غيرتها من اخويها التوأم ، وذلك أن الطفل لا يريد أحد يشاركه الحب في والديه او احدهما ، خاصة اذا استمر الطفل فترة طويلة يتمتع بالتدليل والاهتمام والعناية . .
اما استخدامها السكين والولاعة فهذه السلوكيات سلوكيات تعذيب ، غالبا قد تكون متعلمة من احد افراد الاسرة او من التلفاز او الالعاب الالكترونية .
ويظهر من خلال ما ذكرت انكم تعتمدون في تربيتكم على الضرب والصراخ والانفعال ، ويظهر لكم انها تستجيب ، وان هذا علاج ناجع بالنسبة لكم ، لانها كفت عن السلوك العدائي ، وهذا الكف ماهو الا سلوك لحظي وستعتاد عليه في يوم من الايام وسيصبح بالنسبة لها دافعا لارتكاب اساليب اخرى اكثر عدائية قد لا تعلمون عنها . اذا كانت امامكم تستخدم الولاعة والسكين ، فانتم بهذا التصرف المماثل في العدائية لما تقوم به ، قد تضطرونها الى استخدام اساليب اكثر ضررا دون ان تشعروون ، حتى لا يتم تعنيفها والصراخ عليها . او اساليب خفية دون ان تشعروا بها .
والافضل اخي الكريم ان تدرك ان هذه طفلة لا تقصد العدوانية ولا تتعمدها وانما هي ردة فعل لاهمالكم لها واهتمامكم بالصغار . وديننا امر بالعدل بين الاخوان والاخوات ، دخل طفل على والده فقبله ووضعه على فخذه في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم دخل اخ طفل على والده فقبله فقط ولم يضعه على فخذه كما فعل بالاول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عدلت بينهما ، تأمل الدقة في العدل بين الاخوان الى اين وصلت ، فما بالك بالاهمال واغفال حق الطفل واعتبار انه قد اخذ نصيبه من التربية والعطف والدلال . التربية والعطف والحنان من حق الابناء كانوا كبارا او صغارا . .
فكل ما تحتاجه هذه الفتاة :
التوقف عن الضرب .
عدم الصراخ عليها .
التوقف عن التهديد.
احتضان الفتاة .
العدل بينها وبين اخوانها في كل شيء حتى التقبيل والاحضان .
ربطها باخوانها بالحب والعطف .
بينوا لها ان اخوانك يحبونك واقعا ملموسا .
علموها كيف تهدي لاخوانها وكيف يهدي لها اخوانها (هدايا رمزية بسيطة) .
لا تتحدثوا امامها انها تكره اخوانها وانها قد تقتلهم وانها عدوانية ، هذه الالفاظ تزيدها تمسكا بما لمزتموها به من سلوكيات . .
ذكرت ان امها جدا باردة كما وصفتها انت . هذا ليس برودا يا اخي وانما انت تراها عكس ما تريده انت . تريدها ان تكون شديدة عنيفة مع ابنتها . ولو كانت كذلك فتاكد انكم ستفقدون اولادكم بهذه الاساليب التربوية . بل عليك ان تحمد الله ان لديك زوجة هادئة حكيمة انت تشد وهي ترخي . انت تحزم وهي تحسن وتحسم . . عليك ان تتحلى ببرود زوجتك في التعامل وعدم الانفعال . فالتربية تحتاج الى صبر وتؤدة ولين ومرونة . . وقال الامام احمد لئن اصبر على بكاء طفلي خير لي من قيام ليلة . . تامل هذه المعاني وفقك الله
طفلك مهما كان سلوكه . فهذا السلوك ناتج عن طريقة تعاملكما معه . وانتم السبب فيما اسميتموه بالعدوانية . .
الطفل تعطيه حب سيغمرك بالحب والطاعة . اما اذا اعطيته الغضب والانفعال والصراخ فستكون ردة فعله غير سارة لك . .
اكثر من التودد لطفلتك واحتضانها واشباعها بالحب وسترى ما يسرك . .