وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك وثقتك بجمعية مودة للتنمية الأسرية عبر برنامج الاستشارات الإليكترونية. أخي الفاضل، أحب أن اقول لك إنك بدأت أول خطوة من خطوات العلاج، وهي الاعتراف بوجود مشكلة، والرغبة في علاجها وتصحيحها، ومن خلال كلامك فإن زوجتك امرأة جيدة محافظة على صلاتها ولكنك تشتكي من تقصيرها معك فيما ذكرت ويبدو لي أنك تغار على زوجتك لدرجة كبيرة مما دفعك للشك فيها على الرغم من عدم تأكدك من شكوك ، ولكن أخي الكريم عندما تحس الزوجة بأن زوجها لا يثق بها، ويشك فيها ، يختنق الحب الموجود بينهما، ويتحول بسبب الغيرة إلى قيود تكبل الحركة وتشلها، لأن الزوجة وقتها تصبح مطالبة بتقديم مبررا لكل أمر تقوم به ، ومن خلال رسالتك يتضح لي إن ما تعاني منه يطلق عليه اسم "الغيرة الوهمية" Delusional Jealousy، ويسمى أحيانا "وهام الخيانة الزوجية"، هذا يجعل الشخص يشك فجأة في سلوك زوجته، وتبدأ فكرة تسلطية بالسيطرة عليه، مفادها الشك في زوجه، وأن زوجته تخونه، مع علمه بعدم صحة هذه الفكرة، وهذا ما ذكرته في بداية حديثك ولأنك تعرف أنها غير صحيحة أو وجدت لها مبررات من حسن الظن وهذا ما ذكرته في رسالتك من مبررات ، وبالتالي أنت تحاول التخلص من هذه الافكار بتفتيش حاجيات زوجتك، ومراقبتها وتتبعها كأفعال قهرية وهذا ما ذكرته أنت من خلال تفتيش اغراض زوجتك ومحاولة الاتصال عليها من هاتف آخر ومراقبة حالتها على الواتس وذلك لتتأكد من شكوك، أو ترتاح منها بالتأكد من عدم صحتها، لكن هذه الافكار تعاودك مرة أخرى. أخي الكريم دعني ابين لك بعض الاسباب التي تودي الى الشك فثمة الكثير من العوامل يمكن أن تكون سبباً لحدوث الشك، ويمكن أن تنقسم إلى: • أسباب نفسية ذاتية: وهي أسباب تتعلق بعوامل داخلية مرتبطة بشخصية الإنسان، ومنه- الشخصية الشاعرة بالنقص: ومن علاماته لوم الذات-الخوف من هجر الناس لها- حب السيطرة- الأنانية- الشعور بتهديد الحياة الزوجية يثير مشاعر الخوف مما يزيد من الشك- عدم تحمل المسئولية- ضعف الوازع الديني وعدم الاهتمام بالصلاة والعبادة وقراءة القرآن• أسباب خارجية اجتماعية - النموذج الأسري: حين ينشأ الطفل في أسرة يشيع الشك بين أفرادها، ويقل التواصل والتراحم فيها يتعلم من خلال رؤيته لهذه النماذج أن سلوك الشك سلوك صحيح، بل ويصل الأمر أحياناً إلى اعتبار أنه هو السلوك الأصح الذي ينبغي اتباعه. -السلوكيات المعززة للشك لدى الطرف الآخر اخي الكريم، أنت تحاول أن تقاوم الوساوس والشكوك وهذا أمر جيد، ومما سبق إليك بعض الطرق للحل اتمنى الاستفادة منها: 1- حافظ على الصلاة في وقتها واحرص على قراءة القران الكريم والاذكار النبوية وخاصة بعد صلاة الفجر والمغرب 2- حاول مقاومة افكارك التي تراودك حول الشك في زوجتك من خلال إيقاف الفكرة الوسواسية التي تثير الشك وعدم الاسترسال بالتفكير فيها لأن الاستمرار يؤدى إلى أفعال قهرية من تفتيش ومتابعة وحزن وضيق بعمل أي شيء يصرف تفكيرك عما يدور في عقلك من أفكار ملحة كالحديث مع أحد أو القيام بعمل يستلزم التركيز به. 3- لابد أن تتعلم التمييز بين الأفكار الوسواسية التي تثير الشك والمستحوذة على تفكيرك والتي تضطرك إلى عمل تفتيش ومتابعة وغيرها، والأفكار الواقعية. 4- عند إدراكك بالأفكار التي تثير الشك ردد الجملة التالية "هذه الفكرة هي مجرد وسواس وشك ". وأخير حاول القيام بالأمور السابقة لمدة شهرين وإذا لم تشعر بتحسن انصحك بمراجعة طبيب حتى يساعدك في شكوك. ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية وللاستزادة من الوعي الأسري واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة بإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (930001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابطalmawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.