أنا و أخواتي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أتمنى أن لا أطيل عليكم وأن تفهمونني
أنا فتاه أبلغ من العمر ١٨ سنه منذ صغري و أنا عنيده و عصبيه جداً بعكس أختي التي تصغرني بثلاث سنوات فإنها هادئة جداً لدرجة أننا نفقدها في المنزل وذلك الفرق الذي بيني وبينها جعل جدتي و عماني يعاملونها وكأنها ملاك لا يخطأ أبداً ففي الصغر عندما نتخاصم يكون صوتي عالي جداً و هي تهمس فقط و كنت أضربها ولا تدافع عن نفسها إلا بالكلام مع أنني أحبها جداً ولا أتمنى لها الشر و أنا أضربها لأنها كانت تغضبني أو تزعجني بتصرفها فأنا كنت عندما أُستفز من الأقارب و من تعودت عليهم أضربهم فإن الكلام لا يكفيني ولكنني بعد ذلك أندم ندم شديد يلازمني أيام عكس من يزعجونني في المدرسة فإنني فالمدرسة أتحول من عصبية شريرة إلى فتاه هادئة و خجوله جداً لدرجة أنني عندما يأذونني لا أفعل شيء غير البكاء ولكنني الآن تحسنت في المدرسه
عندما كبرنا ووصلت هي سن المراهقة ندمت جداً على ما كنت أفعل في السابق و أحاول أن أصلح ما بيننا و لكنها من النوع الحقود جداً لا تسامح أبداً فإنها الأن تحاول أن تضايقني و تفشلني أمام الجميع و تفعل ما يفعله العدو لعدوه و أختي الأخرى التي تصغرني بستة سنوات التي لن أفعل لها شيء يضرها أبداً تقلدها بكل شيء حتى بالمعاملة فإنها عندما تعاملني بقسوة أسألها ما الذي فعلته لَكِي لِكَي تعاملينني هكذا تقول ما كانت تقوله لي أختي التي كنت أضربها ( اتذكري وش كنتي تسويلي زمان ) فإنهم الآن يعاملوني كالعدو لهم و يقارنونني بابنت خالتي التي تصغرني بسنتين فانهم يحبونها أكثر مني والذي يقهرني أنهم يبينون أمام الجميع و أمام ابنت خالتي ذلك
فانها مرت سنين ولن تنسى أختي ما كنت افعله بها و جعلت أختي الآخرى تكرهني مثلها فانا أحبهم جداً لانه لا يوجد لدي اخوه غيرهم الاثنتين ولا أتمنى أن نكون أعداء
مع العلم أنني أراجع عند طبيبه نفسيه منذ سن ١٤ سنه بسبب الإكتئاب و مر على موعدي سنه تقريباً و أبي لن يحجز لي من جديد لأنه يقول عندما استمر على الدواء فانه سوف يسبب لي ادمان لانه لاحظني انه عندما اترك الدواء يأتيني ضيق و عصبيه شديدة وافعل مشكله لاسباب تافهه جداً و ابكي بقوه واصبح كالمجنونه بعدها ارجع كما كنت الا اذا تناولت الدواء فاكون هادئة طوال اليوم أبي لن يقتنع بالدواء منذ البداية ويقول يجب ان اعالج نفسي بنفسي و اعتقد أنه الآن اصر على رأيه لانه زواجي بعد كم شهر لا اعلم ما الفرق ان كنت اتناول الدواء بعد الزواج او قبله ولكنني مصره على الذهاب إلى الطبيبه لانها هي من تفهمني وتسمعني برحابة صدر فأنا أحتاج من يسمعني أيضاً وليس الدواء وحده
( أسفه على الإطالة و إن أمكنكم أن تقولوا لي ماذا أفعل مع اخواتي )
الإجابة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المسترشدة الفاضلة حفظك الله
- أولًا : هناك جوانب إيجابية عديدة في شخصيتك تمكنك بإذان الله تعالى من التغلب على مشكلتك ، وهي :
* حبك لأسرتك وخوفك عليهم .
* استجابتك لرغبة والدك ، وطاعتك له .
* قدرتك على وصف مشكلتك بدقة ، وهذا يُساعد على معالجتها كونك مدركه لها ولتأثيرها على نفسيتك وعلاقاتك بأفراد أسرتك .
ثانيًا : هناك جوانب في شخصيتك يجب السيطرة عليها حتى تساعدك على معالجة مشكلتك ، وهي :
* سرعة الإنفعال .
* التبريرات الخاطئة للمواقف والإستعجال في إصدار الأحكام .
* الإنطواء على الذات والتعلق بالطب النفسي والدواء .
..............................................................................
^^^ توضيح ووصف الحالة :
من المهم أن تدركي :
إن من طبيعة مرحلة المراهقة أن المراهقين يكونون عُرضة للإصابة بالاكتئاب في هذه المرحلة الحساسة من العمر والمليئة بالتغيرات. ولذلك من المهم التفريق بين نوبات الاكتئاب المرحلية العادية التي تحدث أثناء اضطرابات المراهقة والبلوغ (Adolescent Turmoil) ( وهي ما تعانين منه ) وبين الاكتئاب كمرض أو كمتلازمة كاملة (Depressive Syndrome).
^^^ : التشخيص : يبدو لي أن حالتك مستقرة والذي يتضح من عرضك لمشكلتك فالذي يعاني من الإكتئاب لا يستطيع وصف مشكلته ولا التعبير عن مشاعره ( وهذا ما أعتقد أن والدك رفض استمرار المراجعة بسببه )
..............................................................................
^^^ التعامل مع المشكلة :
أولاً : أنت بحاجة لما يلي :
أ- الثقة بنفسك وقدراتك .
ب- ضبط إنفعالاتك .
ج- التأكد أن الطب النفسي والأدوية هي عوامل مساعده فقط والحل بيديك إنت وحدك . ( وقد يكون هذا سبب آخر لرفض والدك مراجعتك للطبيبة وإصراره على أن تساعدي نفسك بنفسك ) .
ثانيًا : الحلول المقترحة :
أ- ضبط الإنفعالات :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) متفق عليه [ ( أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب (5/2267)، رقم: (5763) ]
والمقصود بالصرعة : هو القدرة على ضرب الأخرين .
لذا ولكي تتغلب على الغضب عليك :
**** الخروج مباشرة من المكان الذي تجدين فيه استفزاز لك مستغيذة بالله من الشيطان الرجيم ولا تعتقدي أن خروجك هو ضعف بل هو قوة كما ورد في الحديث أعلاه .
**** شرب الماء ، والوضوء ، وتطبيق تدريب من تدريبات الإسترخاء .
**** قراءة القرآن ، والإستغفار .
**** تأمل الأسباب التي أحدثت المشكلة ومراجعة دورك في إثارتها ودور الآخرين ، ثم البحث بهدوء عن حلول منطقية لها .
**** لا تعتبري أستفزاز الآخرين لك هو انتقاص من شخصيتك ، لأنه في الأصل مجاراة لردود أفعالك معهم وردود أفعالهم معك ينميها الشيطان لإثارة الفرقه والخصام بينكم .
**** تجنب النقاش مع أي شخص أثناء غضبك لأن المناقشة سوف تُعقد الأمور وتزيدها سوءًا وتوترًا .
ب- العلاقة مع أخواتك : حسب وصفك هما تمران بمرحلة بداية المراهقة وكلكن في هذه المرحلة لذا ما يصدر منكن تجاه بعض هو بسبب اختلاف وجهات النظر والاعتداد بالنفس ، حيث ترى كل واحدة منكن أنها على حق ومظلومة والآخرى مخطئة وظالمة .
وللتعامل مع هذه المشكلة :
- تجنبي مجادلتهما في وجهات النظر التي تختلف من شخص لآخر وهذا طبيعي ، وإن كنت غاضبة فطبقي ماذكرناه سابقًا .
- أثني عليهما وعلى مهارتهما وطريقة التفكير لديهما وإبرزي إيجابيتهما أمامهما وفي حضور الآخرين .
- قدمي لهما هدايا رمزية ، وكتابة عبارات جميلة عليها لكل واحدة منهما .
- أبحثي عن اهتمامات مشتركة بينكن ومارسيها معهما كبرامج تلفزيونية هادفة أو قراءة قصص أو ممارسة هواية ،.....
ج- حالة الأكتئاب التي وصفتي أنك تعانين منها :
إعتقد أن حالتك النفسية من خلال قراءة استشارتك مستقرة وبذهابك للطبية قد توقف العلاج ، المطلوب منك فقط هو الآتي :
- تجنب الغضب .
- مصادقة أخواتك .
- البحث عن صديقات موثوق بهن قريبات من عمرك من الأسرة وممن تحبين وشغل وقتك فراغك بالحديث الهادف في مجالات مختلفة معهن .
- قضاء وقت فراغك في أشياء مفيدة .
- لا تسرفي في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي : الفيس بوك ، تويتر ، .... الخ ، فهي تساعد في العزلة والإكتئاب .
^^ وفيما يتعلق بقرب زواجك أرجو أن تلتحقي بدورة المقبلات على الزواج التي تنظمها الجمعية والإستفادة منها فهي مفيدة لك في علاقتك مع زوجك ، وحتى في علاقتك مع الآخرين .
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه ،،،،