وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة ، حفظك الله ورعاك , نشكر ونثمن لك تواصلك مع موقع الاستشارات الالكترونية بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وهذا يدل على سعيك ، واجتهادك ، ورغبتك ، وهمتك العالية في سبيل تحقيق الاستقرار والسعادة لحياتك الزوجية ، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، أختي الفاضلة ، تتذمرين من تَعَلُّق زوجكِ الشديد بأهله ، وبالأخص والدته ، وهذا التعلق له أسبابٌ كثيرة ٌ، وهذه الأسباب قد تتعلق بك أو به أو بأهله ، وعلى كل حال فلن يكون من السهل عليكِ معالجة الأمر ، أو استخدام السلوك الجاذب ، وأنتِ في حالة رفض له ، فعليكِ بمحاولة تقبُّل زوجكِ أولًا . ولتسألي نفسك: ما الذي سيجذب زوجَكِ إليكِ؟ وعليك ان تبادري بسؤاله عما يحب ان لم تتمكني من اكتشافه بنفسك، ولو بأسلوب غير مباشر، واشعريه باهتمامك به، وحرصك على ارضائه، والبحث عن أسباب تحقيق سعادتكما جميعا، وأن هذا ما تحلمين به وتبحثين عنه. أختي الفاضلة، الزوجُ يعلم شعور زوجتِه مِنْ تعامُلِها معه ومع أهله، يَلاحظ هذه المشاعر في نبرة صوتها، ويراه في نظرة عينيها، ويتذوق في طعامه معها، وقد تكون ردَّةُ فعلِه للشعور بخَيبة الأمل، الهروبَ إلى أهله، أو إلى العالم الخارجي ِّ، أو النفور، أو الغضب بلا سببٍ ظاهر، أو مبادلتها شعورها، أو نوبات الحزن غير المبَرر، أو الانخراط مع عالم الأصدقاء، أو البُعد عن الزوجة وعن البيت بأي شيء كان، دائما الرجل يحب أن تشعره زوجته بأهميته، وحاجتها إليه في جميع الأوقات. اختي الفاضلة، إنْ رغبتِ حقًّا في إصلاح حياتك الزوجية، وهذا ما نأمله منك، فكما أسلفنا ستكون البداية بتقبُّله كزوج ومحبته، والبحث عن أسباب معاناتك مع زوجك التي تعانين منها في تعكير صفو حياتك الزوجية، لا عن نتائجها المتمثلة حسب ما ذكرتي في النقاط التالية: (إهماله لك، هروبه منك، تهديده لك، عدم الإنفاق عليك). اختي الفاضلة، إنَّ الرجلَ أكثر ما يجذبه للمرأة شعوره برغبتها الحقيقية فيه، فلا يكون طلبُ التقليلِ من زياراته لوالدته أو لأهله، مثلًا لمجرد أنَّ هذا فيه انتقاصٌ مِنْ كرامتك، أو لأن فيه إهمال لك، أو لغيرها من الأسباب التي لن تردَّه ولن تُرِيه مِن وجه الحق إلا طرفَه الذي لا يُستبان، وإنما هو بحاجة لأن يسمعَ من زوجته كلماتِ الحب، وعبارات المديح، وإعلان الرغبة فيه، والحاجة إليه دون خَجَلٍ أو مُداهنة. الرجالُ ليسوا بلا مشاعر كما تظن بعض النساء، الرجال لهم أحاسيس قد تَفُوق المرأة في كثيرٍ مِنَ الحالات، بَيْدَ أن المرأة تُحسِن التعبير عنْ كلِّ ما تشعر به، وتَبْرَع في الحديث حوله، في حين يَكبِت الرجلُ مشاعرَه، باحثًا عن حلول عملية تخرجه مِنْ أحزانِه. لتسألْ كلُّ امرأة لها زوجٌ نفسَها: ما الفرق بين غيابها عن البيت وحضورها؟ إن لم يكنْ ثمَّةَ فُرُوقٌ سوى ترتيبِ البيت، وإعداد الطعام، وغسل الملابس، وغيرها من الأعمال المنزلية التي لا تحتاج إلى زوجة حقيقية، وإنما يقوم بها أيُّ شخصٍ مقابل عائد مادي، فمن المعقول ألا يشعر الزوج بسعادته بهذه الزوجة، أو لا يحس بحاجته أو شوقه إليها. إن لم يجد مَن تُشعِره بالدفء، وترغِّبه في البيت، وتحن إليه باستمرار، فلن يجد أمامه إلا ذكريات الماضي، والحياة في بيت أهله، حيث كان سعيدًا مرغوبًا. أختي الفاضلة: دعينا أن نتحاور بكل صدق وأمانه، ونطلب منك أن تبادري بسؤال نفسك لماذا يهرع زوجكِ إلى والدته وأهله بين الحين والاخر؟ وهنا نود أن نختصر عليك الإجابة لأن والدته تعرف كيف تُحادثه فيما يُسعده، تحصُر حديثها فيما يحب، وما يؤنسه، وما يرضيه، تُشعِره برغبتها الصادقة في مساعدته، وتقديم الحلول لمعاناته، ولو كانتْ حلولًا ظالمة وأحكامًا جائرة في حقه وحقك: " ومنها ما ذكرتيه بالإشارة عليه بأن يتزوج ". أختي الفاضلة، ذكرتي في نهاية استشارتك أنك ترغبين في الانفصال، وتبحثين عن الجهة التي تحقق لك رغبتك، ونود ان نقول لك بصوت عالي، قبل أن تشرعي في البحث عن طرق لهدم حياتك الزوجية، ابحثي عن أسباب الاستقرار والسعادة في الحياة الزوجية. وختاما نقترح عليك التواصل مع الهاتف الارشادي بالجمعية للاستفادة من المتخصصين كالمستشارين الأسريين لمساعدتك في حل أي مشكلة أسرية قد تواجهك لا سمح الله ولا تستطيعين حلها على الرقم (920001421) وكذلك الدخول على موقع الجمعية على الرابط(http://almawaddah.org.sa/activities) للإتحاف ببعض الدورات التي تعقدها الجمعية كدورة المقبلات على الزواج وادارة الغضب ورحلة النجاح الأسري وغيرها من الدورات التي تقدمها الجمعية باستمرار.