طفلتي عنيدة...ماذا أفعل؟
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير
لدي طفلة عمرها تسع سنوات هي عنيدة جدا الى درجة انها تعاند في كل شيء في حال ان قمنا بحرمانها من اي شيء تقوم بالصراخ والضرب والتكسير.
المشكلة انها قبل التاسعة وعند محاولتنا في ترغيبها في الصلاة تمتنع وعند محاولة الترغيب بالمكافئات اصبح المكافئة هي الشيء الأساسي اما الان بعد إكمال التاسعة فهي لا ترغب في الصلاة
نحن نحاول عدم ربط الصلاة بالعقاب والثواب.
ولاكن أصبحت تساوم على الصلاة اي انها تضع شروط لكي تصلي .
اصبح الصراخ سمه واضحة وأصبحت اخواتها الصغار يقلدونها
وبسبب عملي لا أبقى معهم الا وقت قليل.
والام أصبحت عصبيه
أصبحت تستمتع بمضايقتنا و بالقيام بالأشياء المزعجة
الرفض اصبح اسلوبها.

الإجابة

الأب الفاضل أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة، وأقدر لك اهتمامك بأسرتك وحرصك على راحة زوجتك فهذا يدل على حسن خلقك وكمال رجولتك، أسأل الله أن يحفظك وأهلك من كل مكروه. أود في البداية أن أطمئنك بأن عناد الطفلة لا يعني أنها رافضة لقيم الأسرة لكنها طريقتها في التعبير عن رأيها. وسلوك الطفلة لا يتغير بين يوم وليلة، فعليك توجيهها بطريقة مستمرة وستجد أن شخصيتها أصبحت أسهل في التعامل مع مرور الوقت، لأن الطفل بطبعه يسعى لإرضاء الآخرين فعليك تنمية هذا الجانب. قد يلجأ الطفل للعناد لجذب اهتمامك وإن كان الاهتمام سلبي (في صورة توبيخ أو انتقاد)، وإعطاء الطفلة الاهتمام حينما تحسن التصرف بقدر المستطاع سيساعد في حل المشكلة. وأرجو منك أن تحرص أيها الأب الكريم على ألا تكون المكافأة مادية، فمكافأة الطفلة قد تكون عن طريق سرد قصة لها أو مشاركتها لعبتها المفضلة أو مشاركتها بالتلوين باستخدام الألوان المائية أو غيره. بحيث أن تعمل المكافأة على تقوية علاقتك بطفلتك، لأن العلاقة التعاونية الإيجابية بين الأب والطفلة تساعد الطفلة على تقبل التوجيهات بصورة أفضل. ولذا عليك أخي الكريم أن تركز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفلة وتمدحها بها لتساعدها على إبرازها. استمر في تعزيزها لتعديل السلوك المحدد وأعطها فرصة حوالي الأسبوعين لتغيير، وفي حال فشل طريقة التعزيز بإمكانك اللجوء لأسلوب العقاب المناسب لسنها وهو الحرمان، عن طريق حرمانها من كماليات مع توضيح أن العقاب هو نتيجة لعدم الانصياع للأوامر وعلى الطفلة أن تعتذر وتصالح والدها. ومثال ذلك: سنسمح لك باستخدام الإلكترونيات حالما تنتهين من أداء واجباتك، فإذا أتمت المطلوب (الواجبات) يسمح لها بالكماليات (الإلكترونيات) وفي حال أخرى تمتنع عنها كعقاب لها. وهناك نقطة مهمة هي ألا تتنازل عن الخطأ، وأن تلتزم بالعقاب، لأن تهاونك لمرة واحدة سيدفع بالطفلة لتكرار الخطأ على أمل أن تتهاون معها مرة ثانية. وفي حال لجوئها للصراخ والضرب والتكسير فاعلم أنها وسائل للضغط عليكم للحصول على طلباتها فكن حازما في توجيهها وأخبرها بأن هذا الأمر غير مقبول ولن تحصل على طلبها بهذه الطريقة. هناك طرق أخرى لتقليل حدة العناد وهي أن تستدرج ابنتك في الكلام باستخدام أسلوب التربية الذكي الذي يجبرها على قول نعم. الطريقة هي أن تسألها 3 أسئلة متتالية تكون إجابتها بنعم، مثال: هل استمتعي بتجهيز شطائر العشاء معي؟ هل تعتقدين أن علينا خبز كعكتك المفضلة في المرة القادمة؟ هلا أخبرتنني كيف تفضلين تناولها؟ عندما تجاوبك ابنتك لثلاث مرات متتالية بقولها نعم فإن ذلك سيكسر من حدة عنادها وستجد أن الموافقة معك هي أمر مقبول بل ويكسبها اهتمامك وعطفك. كما يمكنك أن تعط صغيرتك خيارين لإعطائها إحساسا بالقدرة على اتخاذ القرار، فبإمكانك أن تقول لها: هل تريدين اللعب بالألعاب لمدة ربع ساعة قبل الصلاة أو نصف ساعة بعد الصلاة (وقت أطول بعد الصلاة) وإذا رفضت أن تصلي أخبرها أنه ليس من المسموح لها استخدام الألعاب في هذا اليوم. وعند اتخاذك قرارا حازما بمنعها من المزايا التي تحصل عليها بشكل يومي (مثل الألعاب أو غيره) فعليك ألا تتراجع عن قرارك حتى تتمكن ابنتك من تعديل سلوكها، فتراجعك عن القرار ولو لمرة واحدة سيكون بمثابة إخبار ابنتك أن بيدها القيادة. قبل إعطاء ابنتك أمرا ما يفضل أن تجلس بجانبها وتتابع ما تفعله، وتسألها عدة أسئلة تدل على اهتمامك فالتقارب يجعلها أكثر طواعية وتقبلا لأوامرك. مثال: يا لها من رسمة جميلة، أحببت استخدامك للون الأزرق إنه لوني المفضل. وأفضل حل لمشكلة الصلاة هو أن تحرص على أداء الصلاة جماعة مع أفراد أسرتك كلما أمكن، فتقول لها: هيا لنصلي الفريضة سويا وبعد الصلاة سأساعدك على تعليق رسمتك في مكان مميز. إشعارها بأن أداء الصلاة سيقربها منك سيكون داعما لها لأداء الصلاة. اعقد اتفاقية جديدة مع ابنتك من ناحية وقت النوم، لو كنت تريدها أن تنام الساعة 8 ونصف في حين أنها تريد النوم في الساعة التاسعة فأخبرها أن بإمكانها السهر للساعة التاسعة بشرط أن تبقى هادئة في سريرها بعد الساعة الثامنة والنصف وفي حال إصدارها للإزعاج أو خروجها من الفراش فإن وقت النوم القديم سيعود كما كان. إن الأطفال العنيدين يعتقدون أن عقد اتفاقيات مشابهة فيها انتصار لهم فبالتالي يطيعون الأوامر مع الشعور بالاستقلالية. ونحن في جمعية المودة نقدم دورة مجانية بعنوان خصائص مرحلة الطفولة، أنصحك بالتسجيل في الدورة لتسهيل التواصل بينك وبين صغيرتك، ونحن متواجدون للإجابة عن أي استفسارات أخرى لديك فلا تتردد بالتواصل معنا، وختاما نسأل الله التوفيق لك ولمن تحب.. كما نود تذكيرك بالقنوات الإضافية للاستشارات وهي الهاتف الاستشاري على الرقم 920001421 , والإرشاد الأسري بالمقابلة عبر مكاتب الإرشاد بمقر الجمعية والتي تتم في سرية تامة، ويمكنك حجز موعد على الرقم 920001426, كما يمكنك التسجيل في دورة تدريبية عبر الرابط التالي: http://almawaddah.org.sa/activities نسعد بتواصلك ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم يحفظكم وأن يصلح شأنكم.