الأم الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية لجمعية المودة، وأحيي فيك حبك لابنتك وحرصك عليها وأسأل الله أن يحفظك وأهلك من كل مكروه. يتضح من شرحك للمشكلة أن ابنتك تعاني من القلق الزائد، وهو أمر تودين التخفيف منه، لأنك لن تتمكني من منعها من القلق بشكل نهائي. بعض القلق مطلوب لحمايتنا من الأخطار مثل عبور الطريق أو الاستعداد لوضع معين مثل الاختبارات. فالقلق جزء من حياتنا اليومية ولكنه يعتبر مشكلة عندما يزيد عن الحد فيصبح بمثابة الضباب الذي يجعل الرؤية مستحيلة ويمنعنا من عمل الأمور اليومية. بإمكانك التحدث مع ابنتك عن القلق الزائد، شجعيها على التحدث بصراحة عن مخاوفها فقولي لها: لاحظت تكرارك لغسل يدك فأخبريني عما يقلقك؟ قد تجدين أنك كنت تشعرين ببعض هذه المخاوف عندما كنت أنت طفلة صغيرة، وضحي لها أنك تتقبلين مشاعرها وابقي هادئة لتساعديها على الهدوء بدورها. إن قول "لا تقلقي" قد يشعرها أنك لا تتفهمين ما تشعر به مما قد يسبب فجوة بينكم فاحذري من استخدام هذا الأسلوب. أنصحك بالتوسع في القراءة عن موضوع القلقAnxiety فكلما قراتي عنه كلما تمكنتي من فهم وجهة نظر طفلتك وتمكنت من مساعدتها بصورة أفضل. أخبريها عما تفتقده في حال تجنبها للمواقف المختلفة بسبب القلق، مثال ذلك إذا تغيبي عن المدرسة فلن تتمكني من اللعب مع أصدقائك أو المشاركة في نشاط معين. بالإضافة لذلك توضيح أن القلق ناتج من الأفكار السلبية سيساعدها في فهم مصدر القلق، ومحاولة مواجهة الأفكار السلبية له دور كبير في حل المشكلة، لأن الأفكار ترتبط بالمشاعر التي ترتبط بالتصرفات. وللتوضيح: عند مشاهدتها للعب الأطفال قد تأتيها أفكار أنهم سيسقطون ويتألمون ويرتبط ذلك بمشاعر خوف وقلق تجعلها تتصرف على نحو يجنبها اللعب تماما. وعند تحويل الأفكار السلبية لإيجابية مثل سألعب بهدوء لكيلا أتأذى أو السقوط لن يؤلمني لأن الأرض رملية وغيره سيجعلها أكثر اطمئنانا وشجاعة واستعدادا للتجربة. ومن ناحية خوفها من الله فإن بإمكانك التركيز على الأمور الدينية المتعلقة بحسن الخلق ونعيم الآخرة ورحمة الله بتخصيص وقت يومي لتعلم أسماء الله الحسنى (اسم في اليوم) أو حديث نبوي أو قدسي تقومين بشرحه لها لتشغلي بالها بما تريدين منها التركيز عليه. إذا وجدتي أنه من الصعب عليك تهدئة ابنتك أو أن حالتها زادت سوءا فإن بإمكانك زيارة طبيب أطفال نفسي لإعطائك نصائح وطرق أكثر تفصيلا لتمكنك من مساعدة ابنتك بصورة أفضل. ويسعدنا أن نستقبل استشاراتكم أيضاً من خلال هاتف الإرشاد الأسري على الرقم 920001421 وفي الختام أسأل الله التوفيق لك ولمن تحبين.