ابنتي العزيزة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بدايةً اشكر لك ثقتك بجمعية المودة واسال الله ان يوفقنا لإرشادك للأفضل.. اولاً: من سردك للمشكلة شعرت بانك انسانه رقيقه حساسة, بها وعي وذات اخلاق عالية ومبادئ جمَه فلا تلومي نفسك على ذلك لان في هذا الزمان قل من يكون بمثل هذا النضج الاخلاقي والوعي القيمي فأحييك من كل قلبي على ذلك. ثانياً: اود ان ابدأ معك بالحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي لو لم يكن من مخالطة الناس اذى لما عظم اجر المخالط بهم والمتحمل للأذى الذي يمكن ان يكون ناشئ من سوء فهم, اوعدم ادراك ورغم ذلك علينا التماس الاعذار واحسان الظن بهم فوق أي شيء فكما قيل ( التمس لأخيك سبعين عذرا). ثالثاً: الموازنة ..الموازنة.. الموازنة.. مطلب اساسي في جميع تعاملاتنا الاجتماعية وحتى نحظى بتفهم من حولنا, ونتجنب الكثير من الصدامات والاختلافات. فكما قالو قديما ( لاتكن لينا فتعصر ولا تكن قاسياً فتكسر) رابعا: هناك بعض التكنيكيات المهمة في التعامل وسأسرد لك بعض المهارات (العملية ) التي يمكن تطبيقها لمواجهة المواقف التي قد تعترضك من الاخرين : • التوجّه الى الاخرين بالحديث الذي يُوافق مُيولهم وثقافتهم، واحاول دائما ان ابحث عن مواطن الاتفاق بيني وبين الاخر. • التمتع بروحِ الدُعابة والحس الفكاهي، دونَ جرحِ الآخرين، أو التقليل من شأنهم، والسخرية منهم. • تعلّمُ أسلوبِ النقاش الصحيح، ومنح الآخرين حقهم في التعبير، وعدم نقدهم بشكلٍ جارح، أو فرضِ الآراء عليهم. • الاحترام أولاً، وهو الأساس في فنّ التعامل مع الناس، وكسب احترامهم المُتبادل. عدم الانفعال الشديد، والغضب، والمبالغة في ردود الأفعال أثناء التعامل معهم، والحفاظ على الهدوءِ قدرَ المُستطاع. • المبادرةُ بالاعتذار في حالِ الخطأ، والعفو والصفح عن الآخرين، وعدم الحقد عليهم. • تقديم الهدايا لهم في مناسباتهم؛ لأنّ الهدية تُثبت الحب في القلوب، ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم. • احترامي وجهات النظر المختلفة، والالتزام بقاعدةِ: أنَّ اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وعدم البدء بالهجوم أثناء النِّقاش. • عدم التصريح بعيوب الآخرين بشكلٍ مباشر، والاكتفاء بالتلميح بطريقةٍ لا تجرحهم. • تجنبي إساءة الظن بالآخرين، وتوقع الخير فيهم، ومحادثتهم بروح التفاؤل والإيجابية.. اخيرا ابنتي الغالية.. تأكدي أن كل شخص مختلف عنك ؛ هو بالنسبة لك (دواء تحتاجيه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك) فإذا كان الناس كلهم رائعين ؛ فكيف ستتعلمين الصبر ، والحكمة ، والرحمة ، والتسامح ، والحكمة في التعامل! الله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تمامًا ؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة. وقد تتعاملي أحيانا مع شخص عصبي؛ فتتعلمي الصبر، أو شخص آخر أناني؛ فتتعلمي الحكمة؛ وقيسي على ذلك باقي الصفات المزعجة. ولكن كوني على يقين بأن الله - سبحانه - يعالجك أنتي من خلال هؤلاء الأشخاص والمواقف المزعجة التي تصدر منهم وقولي في نفسك: (ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي؟) ؛ أو (ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟ جاهدي نفسك ضد الإدانة ؛ وجاهدي نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس ؛ وجاهدي نفسك ضد سوء الظن ، ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تتريثي قبل اصدار حكمك عليه. كوني صادقه مع نفسك ؛ واسأليها ما هو السبب الحقيقي لغضبك؟ لا تفتحي حوارات مع الشيطان ولا تكسري المحبة ، ولا تتسببي بأدنى ألم للآخرين ؛ سواء بالتجريح بالكلام ؛ أو الإساءة ، والقسوة بالتصرفات والأحكام.. واعلمي ان المثالية لن نجدها الى في الجنة بأذن الله تعالى. دوما حكِّمي عقلك ؛ وضعي نفسك في مواقع الآخرين... ولك مني كل التقدير والحب والامتنان للاستشارات الهاتفية يشرفنا تواصلك معنا على الرقم 920001421