ضعف الشخصية
الإستشارة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
انا فتاة عمري 26 سنه ليس لدي اخوة او اخوات. ابحث طوال حياتي عن المدينة الفاضلة المثالية الاخلاقية ابحث عن علاقات سامية لا تتغير مع الزمن دائما اسعى للوصول الى اخلاق الصحابة و ان اهذب نفسي و ارتقي بها الى الكمال و اكون مصدر فخر لوالدتي .وقد واجهت العديد من الصدمات منذو طفولتي لكن كنت غالبا اتجاوزها معتمدة على صداقاتي و حياتي الاجتماعية في المدرسة و الجامعة .ولكن قبل سنتين تلقيت صدمة كبيرة كسرت الشي الكثير في داخلي حدثت في نفس الوقت متتالية من الاهل ومن الاصدقاء ومن خطيبي. هذه الصدمة جعلت مني شخصية ضعيفه مهزوزة جدا حساسه تبكي لاتفه الاسباب سهلة الكسر خائفة و مترددة في اتخاذ اي قرار قليلة الثقة بالنفس محبطة و انطوائية مرت سنتين تقريبا وانا على نفس الحال لم اكون صداقات جديدة اصبحت حياتي كلها عمل و منزل حاولت الخروج من هذه الحالة و استمعت لدورات على الانترنت و حضرت بعض الدورات لكن مازلت اجد صعوبه في تجاوز هذه المرحلة و حاولت تجديد علاقاتي و تكوين علاقات و صداقات جديده لكن بدات احس ان الناس تنفر مني واعتقد ان السبب هو سلبيتي و احيانا يكون الصد مني بسبب شعوري بالخوف و احيانا عدم تقبلي لاخلاقيات الاشخاص

حاول الكثير من المقربين مني اقناعي بان زمن الاخلاق و الفضيلة انتهى و يجب ان اتقبل الناس على حالهم و ان اكون مثلهم اذا اردت ان اعيش بينهم و ان اتعامل مع الاخرين بالمصلحة فقط و حسب حاجتي لهم , ان اكون مثلهم و انسى كل القيم و المبادئ التي تربيت عليها
و هذا صعب علي جداً فانا من الشخصيات التي لديها ضمير يجلدها و يحاسبها على الصغيرة قبل الكبيرة , انا لا استطيع ان اصادق احد لمصلحة او ان اكذب او ان اخدع شخص اخر وضع ثقته بي
و قد لا انام ولا يهنأ لي العيش حتى يرضى و يسامحني من تعرض للاذى بسببي
اريد ان اكون كما انا و لكن اقوى و اكثر ثقة بنفسي و ان احافظ على اخلاقياتي و مبادئي لا اريد ان اكون سهلة الكسر اريد التخلص من السلبية و الضعف , قراءة الكثير و تعلمت و لكن اجد صعوبة في التطبيق
ارجو منكم مساعدتي و شكراً على وقتكم و جهدكم .
الإجابة

ابنتي العزيزة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بدايةً اشكر لك ثقتك بجمعية المودة واسال الله ان يوفقنا لإرشادك للأفضل.. اولاً: من سردك للمشكلة شعرت بانك انسانه رقيقه حساسة, بها وعي وذات اخلاق عالية ومبادئ جمَه فلا تلومي نفسك على ذلك لان في هذا الزمان قل من يكون بمثل هذا النضج الاخلاقي والوعي القيمي فأحييك من كل قلبي على ذلك. ثانياً: اود ان ابدأ معك بالحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي لو لم يكن من مخالطة الناس اذى لما عظم اجر المخالط بهم والمتحمل للأذى الذي يمكن ان يكون ناشئ من سوء فهم, اوعدم ادراك ورغم ذلك علينا التماس الاعذار واحسان الظن بهم فوق أي شيء فكما قيل ( التمس لأخيك سبعين عذرا). ثالثاً: الموازنة ..الموازنة.. الموازنة.. مطلب اساسي في جميع تعاملاتنا الاجتماعية وحتى نحظى بتفهم من حولنا, ونتجنب الكثير من الصدامات والاختلافات. فكما قالو قديما ( لاتكن لينا فتعصر ولا تكن قاسياً فتكسر) رابعا: هناك بعض التكنيكيات المهمة في التعامل وسأسرد لك بعض المهارات (العملية ) التي يمكن تطبيقها لمواجهة المواقف التي قد تعترضك من الاخرين : • التوجّه الى الاخرين بالحديث الذي يُوافق مُيولهم وثقافتهم، واحاول دائما ان ابحث عن مواطن الاتفاق بيني وبين الاخر. • التمتع بروحِ الدُعابة والحس الفكاهي، دونَ جرحِ الآخرين، أو التقليل من شأنهم، والسخرية منهم. • تعلّمُ أسلوبِ النقاش الصحيح، ومنح الآخرين حقهم في التعبير، وعدم نقدهم بشكلٍ جارح، أو فرضِ الآراء عليهم. • الاحترام أولاً، وهو الأساس في فنّ التعامل مع الناس، وكسب احترامهم المُتبادل. عدم الانفعال الشديد، والغضب، والمبالغة في ردود الأفعال أثناء التعامل معهم، والحفاظ على الهدوءِ قدرَ المُستطاع. • المبادرةُ بالاعتذار في حالِ الخطأ، والعفو والصفح عن الآخرين، وعدم الحقد عليهم. • تقديم الهدايا لهم في مناسباتهم؛ لأنّ الهدية تُثبت الحب في القلوب، ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم. • احترامي وجهات النظر المختلفة، والالتزام بقاعدةِ: أنَّ اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وعدم البدء بالهجوم أثناء النِّقاش. • عدم التصريح بعيوب الآخرين بشكلٍ مباشر، والاكتفاء بالتلميح بطريقةٍ لا تجرحهم. • تجنبي إساءة الظن بالآخرين، وتوقع الخير فيهم، ومحادثتهم بروح التفاؤل والإيجابية.. اخيرا ابنتي الغالية.. تأكدي أن كل شخص مختلف عنك ؛ هو بالنسبة لك (دواء تحتاجيه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك) فإذا كان الناس كلهم رائعين ؛ فكيف ستتعلمين الصبر ، والحكمة ، والرحمة ، والتسامح ، والحكمة في التعامل! الله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تمامًا ؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة. وقد تتعاملي أحيانا مع شخص عصبي؛ فتتعلمي الصبر، أو شخص آخر أناني؛ فتتعلمي الحكمة؛ وقيسي على ذلك باقي الصفات المزعجة. ولكن كوني على يقين بأن الله - سبحانه - يعالجك أنتي من خلال هؤلاء الأشخاص والمواقف المزعجة التي تصدر منهم وقولي في نفسك: (ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي؟) ؛ أو (ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟ جاهدي نفسك ضد الإدانة ؛ وجاهدي نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس ؛ وجاهدي نفسك ضد سوء الظن ، ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تتريثي قبل اصدار حكمك عليه. كوني صادقه مع نفسك ؛ واسأليها ما هو السبب الحقيقي لغضبك؟ لا تفتحي حوارات مع الشيطان ولا تكسري المحبة ، ولا تتسببي بأدنى ألم للآخرين ؛ سواء بالتجريح بالكلام ؛ أو الإساءة ، والقسوة بالتصرفات والأحكام.. واعلمي ان المثالية لن نجدها الى في الجنة بأذن الله تعالى. دوما حكِّمي عقلك ؛ وضعي نفسك في مواقع الآخرين... ولك مني كل التقدير والحب والامتنان للاستشارات الهاتفية يشرفنا تواصلك معنا على الرقم 920001421