الأخت الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة، و أحيي فيك اهتمامك بأسرتك و حرصك عليها, كما أسأل الله أن يحفظك و إياهم من كل مكروه. إن سلوك الطفل لا يتغير بين يوم و ليلة وعليك توجيهه بطريقة مستمرة و ستجدين أن شخصيته أصبحت أسهل في التعامل مع مرور الوقت, لأن الطفل بطبعه يسعى لإرضاء الآخرين فعليك تنمية هذا الجانب.. قد يلجأ الطفل للعنف لأنه لا يعرف وسيلة أخرى للتعبير عما بداخله. إن نمو الطفل العاطفي, يفوق نموه العقلي بمراحل. هذا يعني أنه يشعر بمشاعر مختلفة كالغضب, الغيرة أو الحزن, لكنه لا يعرف كيفية التعبير عنها, و هذا الأمر يدفعه للتعبير عن ذاته جسدياً. حاولي مراقبة طفلك و معرفة الأسباب التي تدفعه لضرب الآخرين. هل أخذ منه أحد الأطفال لعبته؟ هل تم استبعاده من مجموعة اللعب؟ هل اقترب منه أحد الأطفال بطريقة ضايقته؟ هل رفضت الخادمة مساعدته في أمر معين؟ في هذه الحالة, تحدثي مع صغيرك و أوضحي له شعوره و أنك تتفهمين موقفه لكن تعبيره عن شعوره خاطئ و لا بد من توجيهه للتصرف الصحيح للتعبير عن مشاعره, كأن تقولي " لم يعجبك تصرف هذا الطفل فقد كنت تستمتع باللعب, لكنه أبعدك عن المجموعة, أنت غاضب لكنا لا نضرب الآخرين". إن نبرة صوتك و لغة جسدك تمكنه من فهم أنك تعطفين عليه و تقدرين مشاعره. هنا تمكنتي من توضيح خطأ ابنك و سبب حدوث المشكلة و التوجيه بعدم تكرار التصرف الخاطئ, بالإضافة لتوجيهه للتصرف الأمثل عند كل موقف. و في المقابل عززي سلوكه الحسن, بمدحه و الثناء عليه عندما يتعامل بلطف مع الآخرين. كخطوات عملية لحل المشكلة: 1- ابقي هادئة إذا قامت ابنك بضرب طفل آخر, فقد يكون شعر بالخوف أو الغضب و تصرف بناء على ذلك. 2- اعتذري للطفل الذي أخطأ ابنك في حقه "نحن نعتذر لأنه ضربك و لكنه كان حزينا لأنه فقد لعبته". 3- تحدثي مع ابنك الآن و أخبريه كيف أن ضربه للآخرين يجعلهم يتألمون و اسمحي له بوقت بعيد عن الأطفال حتى يهدأ قبل أن يعود للعب معهم. 4- البكاء يساعد في التخلص من المشاعر السلبية, فدعيه يبكي إذا كان بحاجة لذلك. 5- اشرحي له عن مشاعره التي جعلته يقوم بضرب الطفل الآخر. 6- وضحي له التصرف الصحيح كأن تقولي "في المرة القادمة قل له توقف" أو اطلب مساعدتي و سأحضر لمساعدتك. أرجو منك التذكر أن الحركة الكثيرة تميز الأطفال في هذه المرحلة العمرية، و لذا يجب السماح لهم بحرية الحركة و معاقبتهم على التصرفات الخاطئة فقط. و في حال لم تنجح الخطوات السابقة, فبإمكانك عقاب الطفل كلما كرر السلوك الخاطئ. إن أفضل وسيلة لعقاب الأطفال هي بوضعهم في كرسي العقاب لمدة تعادل (دقيقة لكل سنة عمرية)، مع توضيح سبب وضع الطفل في العقاب و مصالحته بعد انتهاء المدة ليعلم أن الأم تحبه و لكنها عاقبته بسبب التصرف الخاطئ. مثال على ذلك يكون عندما تنبه الأم على الطفل بعدم ضرب أخيه، و يقوم الطفل بضرب أخيه رغم تحذير الأم، في هذه الحالة تقول الأم: لقد حذرتك من عدم ضرب أخيك و لكنك أخطأت و لذا ستجلس في كرسي العقاب. كرسي العقاب قد يكون كرسي الطعام أو حتى سرير الطفل بحيث يتم وضع الطفل و التأكد من أنه لن يؤذي نفسه، مع مراعاة عدم تركه لوحده ولا حبسه. بعد مرور مدة العقاب, تقوم الأم بإخراج الطفل من العقاب و معانقته و إخباره بأنه تعاقب بسبب التصرف الخاطئ و أن الأم تعلم أن ابنها لن يكرر هذا التصرف مرة أخرى. قد يستلزم الأمر الاستمرار على استعمال كرسي العقاب لمدة ٣ أسابيع قبل أن يعلم الطفل أن الأم لن تتجاهل التصرف السلبي. و من الضروري أن تستمر الأم في استخدام هذا الأسلوب، لأنها لو توانت عن العقاب مرة واحدة، فقد يكرر الطفل التصرف الخاطئ لمدة شهر، على أمل أن تتجاهل الأم مرة ثانية. و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا, و نحن في جمعية المودة نقدم دورة رائعة بعنوان (خصائص مرحلة الطفولة), أنصحك بحضورها لتحسين التواصل مع ابنك. و ختاما أسأل الله التوفيق لكم و أن يرزقكم بر أبنائكم و يقر أعينكم بهم.