اخي العجيب
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أشكركم على مشاركتكم همومنا ومساعدتنا في حلها
مشكلتي: نحن عائلة ٥ذكور و٤اناث نسكن في مدينة جدة والدتنا امرأة طيبة جدا وحنونة على جميع أفراد عائلتها والوالد متوفي تكمن المشكلة في الفرد الثالث من العائلة ذكر عمرة٢٥ سنة حيث الفرق بين الاعمار سنتين
هذا الأخ يحب السيطرة علي جميع أفراد العائلة من حيث أخذ أموال الجميع وضرب اخواتة ومعاملتهم كخادمات وحتى يريد الاستيلاء على ورث وممتلكات والدتة وهي حية ولا يخاف من اي احد دخل الأحداث في صغرة وخرج يريد الانتقام يعنى مافي اي فايدة من تربيتة قانونيا دخل السجن وخرج ويهدد كثير وينتقم من اهلة نفسيات اخواتة مدمرة بسببة وتحكمة فيهم ولدية ٢من اخوانة الصغار ايضا من كثر المشاكل اصبحو بلاشخصية وحاول قتل احد اخوانة بالسكين الوالدة ردها الله يهدية وبس وشخصيتها ضعيفة تتكل على اولادها لان المجتمع ذكوري جعلها بلاشخصية او رأي ولايسمع كلامها الأخ الأكبر منة يحاول الدراسة في منطقة غير منطقتة وبعد زواجة يريد الانعزال بعيدا عن مشاكل هذا المنزل تفادي النزاع مع اخية حيث هذا الأخ ايضا سلوكة غير سوي الحظ علية ادمان شء احمر يوضع في الفم ولاعرف اذا كان شء غيرة يتناوله أصدقاءة من الذين يتشددون في الدين لدرجة يقرف حياة اهلة حيث سلطتة على اهلة حياة غريبة عجيبة تفتقد للامان والراحة النفسية بسبب هذا الشخص حيث الكلام والنصح لأيجدي معة لانعرف كيف الحل ولااحد يرغب بوجودة في المنزل ولا احد يريد ان يزوجة حتى لانظلم بنت الناس معاة ولا احد قبل فية من اللي تقدم لهم نرجو النصح والإفادة منكم جزاكم الله كل خير
وللاسف أنى اخصائة اجتماعية لكني عجزت عن فهم هذة الشخصية المريضة
ايضا من افعالة يحب تخبيص الكلام بين شخصين عمل فتنة وتفسير بعض المواقف بنوايا سيئة مثلا كنت اشتري ورق عن من احد الباعة يعنى علاقة بائع وزبون تقلب لعلاقة انتى تعرفي هذا الشخص
وكثير من المواقف المسئة
اعتزر للإطالة هذة اهم النقاط
الإجابة
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نشكر لك اختي الكريمة على ثقتك بالجمعية ونسأل الله أن يتقبل صالح الأعمال
من الإيجابية أن يعرف الإنسان قدراته وإمكاناته جيدا ويقوم بتوظيفها بشكل صحيح في المحيط الذي يعيش فيه بما ينفعهم ويدفع عنهم الضرر الحاصل بما آتاه الله من علم وقدرة على التحكم في الأمر الضار على المجتمع بعد توفيق الله تعالى .
ولا يعني عدم قدرته على توظيفها بالشكل الصحيح أن الانسان فشل في استخدامها ، لا بالطبع وإنما ربما أنه أدرك مهاراته واستعملها ولكنها لم تؤتِ ثمارها وأن الله تعالى لم يأذن سبحانه وتعالى بالفرج وزوال المشكلة فبين أيدينا كتاب ربنا تبارك وتعالى فيه من الأنبياء والمرسلين الذين دعوا أقوامهم وآمن بعضهم ولم يؤمن البعض ومن هؤلاء إبراهيم عليه السلام أبوه لم يؤمن ،ونوح عليه السلام ابنه لم يؤمن ومحمد صلى الله عليه وسلم عمه مات على غير الاسلام ، ورغم ذلك لم ينكفأوا على أنفسهم وشعروا باليأس والإحباط ، بل قاموا ببلاغ الدين وتصحيح مسار مجتمعهم . فانتبهي لهذا وتأكدي أنك على الطريق الصحيح بإذن الله لأنك تريدين إصلاح أسرتك .
أنت كمتخصصة أختي الكريمة فيجدر أن نتكلم عن خصائص هذه المرحلة التي يمر بها الأخ وماهي أفضل السبل للتعامل معه لنحاول معرفة منطلقات هذه المرحلة وكيف يفكر في من حوله وكيف ينظر إليهم.
أختي الكريمة:
فهو دائماً يرى أنه على حق وغيره على باطل ويعتقد أنه مستقل بذاته وتصرفاته فيلجأ إلى أسلوب العنف والفعل وردة الفعل أحياناً أخرى،
فيظهر عليه حالة من "الصدية" أو السباحة ضد تيار الأسرة ، فتشعرون بأن كل واحد منكما لا يفهم الآخر.
إذا كانت هذه المشكلة التي نشعر بها من خلال سؤالك فإن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الأسرة عن مفاهيم الأخ، واختلاف البيئة التي نشأت فيها الأسرة وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأخ، وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان، فتجدين أسرتك تحاول تسيير الابن بموجب آراء وعادات وتقاليد مجتمعهم، وبالتالي يحصل التصادم مع الأسرة.
ولمعالجة هذه المشكلة لا تكون إلا:
بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع ، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأخ فعلاً لا شكلاً بحيث يشعر أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده - حتى لو لم توافقين على كل آرائه ومواقفه - وأن له حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء. الأهم من ذلك أن يجد لديكم آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم،
وليكون الحوار ناجحا لابد من اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار ، بحيث ألا تكونا مشغولين، وأن تتحدثا جالسين، جلسة صديقين متآلفين، ابتعدا فيه عن التكلف والتجمل، ولتحذري نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه..
حاولي الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها "بنعم" أو "لا"، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، وافسحي له مجالاً للتعبير عن نفسه، ولا تستخدمي ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد، مثل: "كان هذا خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل؟.
ونلاحظ من خلال سؤالك أنكم تعانون من مشكلة عصبيته واندفاعه، وحدّة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به. ولا تصدر منه إلا أنه يعتقد أنه لا يهمكم أن تعرفوا مشكلاته، أو أنكم لا تستطيعون فهمها، أو أنكم - حتى إن فهمتموها - لستم على استعداد لتعديل مواقفكم.
لابد أن نعلم أسبابها، فربما تكون : أسباب مرتبطة بالتكوين الموروث في الشخصية، بمعنى قد يكون أحد الوالدين عصبياً فعلاً، ومنها: أسباب بيئية، مثل: نشأته في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب ولاشك أن دخوله السجن له بالغ الأثر على سلوكه.
ومن الأسباب أن نتكلم معه بفظاظة وعدوانية، والتصرف معه بعنف، يؤدي به إلى أن يتصرف ويتكلم بالطريقة نفسها، بل قد يتمادى للأشد منها تأثيراً، فهو يتعلم العصبية في معظم الحالات من أسرته أو المحيطين بهم،
كما أن تشدد الأسرة معه بشكل مفرط، ومطالبته – بما يعتقد هو - بما يفوق طاقاته وقدراته من التصرفات والسلوكيات، يجعله عاجزاً عن الاستجابة لتلك الطلبات، والنتيجة إحساسه بأن عدواناً يمارس عليه، يؤدي إلى توتره وعصبيته، ويدفعه ذلك إلى عدوانية السلوك الذي يعبر عنه في صورته الأولية بالعصبية، فالتشدد المفرط هذا يحوله إلى عصبي، ومتمرد.
وهناك أسباب أخرى مثل عدم ممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية، وإهمال حاجاته الحقيقية .
ولحل هذه المشكلة
1- لابد أن نعلم أن من أولى احتياجات الانسان وأي إنسان هي الحاجة إلى الأمن والاطمئنان . فلا بد أن يشعر بالأمان في المنزل، الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في علاقته بإخوته وأسرته.
2- الحب فكلما شعر بحبكم له زادت فرصة التفاهم معه، فيجب ألا نركز في حديثنا معه على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع أفراد الأسرة ضروري؛ لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها.
3- الاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف التسلط عليه وإعطائه الثقة بنفسه بدرجة أكبر، فالاستقلالية شعور محبب لديه خصوصاً في هذه السن.
4- لابد من الحزم معه، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.
ونلحظ كذلك من سؤالك ممارسته للسلوك المزعج، كعدم مراعاة الآداب العامة، والاعتداء على الناس، وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة، وقد يكون الإزعاج لفظياً أو عملياً.
ومن أهم أسبابه:
1- رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة.
2- الأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أنه القوي الشجاع، وهو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى.
3- الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة.
4- تقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم الفوضوي، والتعثر الدراسي، ومصاحبة أقران السوء.
أما مدخل العلاج لهذه السلبية وللحد منها هو:
1- السماح له بالتعبير عن أفكاره الشخصية.
2- وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية.
3- وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية، حيث إن الشريعة الإسلامية تنظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات.
4- والاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها، وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم.
5- وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة.
6- وتجنبي عبارات: أنت فاشل، عنيد، متمرد، اسكت يا سليط اللسان، أنت دائماً تجادل وتنتقد، أنت لا تفهم أبداً...إلخ؛ لأن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج.
7- الدعاء فهو من أعظم العبادات وبه يتقرب العبد إلى ربه حتى يشعر بضعفه وقلة حيلته وهو دأب الصالحين والأنبياء والمرسلين وكفى أن الله تعالى قريب مجيب لمن دعاه وناجاه ولا تستعجلي الإجابة فلله حكمه لا ندركها وله التدبير في الكون وعند مقادير كل شيء وعلينا نحن العمل والنتائج نرجعها إلى الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يصلح حالكم وأن يهدي قلبه ويصلح شأنكم .