أشك في زوجتي
الإستشارة
السلام عليكم
أنا رجل متزوج ولدي من ثلاثة بنات وقد حصل في يوم من الأيام ان زوجتي ادخلت رجل غريب إلى منزلنا وبعد أن إكتشفت الأمر وهددتها بالطلاق اعترفت مع العلم ان اللقاء بينهما كان مجرد كلام .
وبعد فترة من الزمن عفوت عنها على أن لا تعود لمثله
وما زلت اشك بها إلى الان عندما تمسك الجوال فترات طويلة او عندما اغيب عن البيت فترات العمل وبناتي في المدرسة مع العمل بان زوجتي ليست بصاحبة العقل الرزين لانها تصدق ما تسمع فوراً ولا تفكر دائما بالعواقب
حياتي معها اصبحت على شفا حفرة من الفراق.
الإجابة
اخي المستشير نشكر لك تواصلك وثقتك . . ونسأل الله التوفيق . . من خلال ما ذكرت بينت ان زوجتك اعترفت بخطئها وتابت مما قامت به وهذا شيء طيب . خاصة وانك قلت انها غير رزينة وهذه ينطبق عليها قول الله تعالى في سياق الايات التي تتكلم عن ذلك . حيث قال تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) فحسنٌ ما صنعت من تهديدها بالعقاب ثم التوبة والعفو عنها مع عدم العودة . . ومن خلال ما طرحت . يتضح لنا ان المشكلة تتكون من شقين : اولا : الشك • الشك هو التردد في الحكم على الحدث بين وقوعه وعدمه ، ويصعب ترجيح أحد الاحتمالين ، إلا في ظل وجود قرائن ودلائل حقيقية وواقعية . ^^ ومن أثاره أنه يُسهم في : - الشعور بالضيق واضطراب المزاج - الانشغال بالبحث عن دلائل لإدانة الطرف الآخر ، مما يحدث التوتر وعدم الاتزان الفكري والنفسي والاجتماعي . - فقدان الثقة بالطرف الآخر . وفي مثل مشكلتك والتي أستندت فيها على حادثة قد تكون عابرة ، عززت الشكوك لديك مما أحدث عندك نوع من عدم الاتزان ، وهذا كله يهدد استقرار الكيان الأسري وهو ما ينبغي أن تحذر منه ، ولمساعدتك في ذلك نقترح الآتي : - مصارحة الزوجة باستمرار الشكوك لديك ، مع تعزيز موقفها من خلال التوضيح بثقتك بأن ذلك الموقف كأن خطأً غير متعمدًا وأنه زال ولن يتكرر ، ولكنك تسعى لتحقيق الاطمئنان عليها . - اتفق معها على بدأ حياة جديدة قائمة على الوضوح في السلوك اليومي والاهتمام المشاعري المُتبادل بينكما لأن ذلك سيسهم بحول الله ، في تخفيف حدة الشكوك . - أطلب منها أن تحدد لك برنامجها اليومي وعلاقتها الاجتماعية خلال اليوم وكيف ستقضيها ومدتها ومع من . - عندما تنتابك الشكوك تيقن أن ذلك ما هو إلا إيحاءات شيطانية للتفريق بينكما ، لذا استعذ بالله من الشيطان عندما تراودك تلك الشكوك وغير الفكرة السلبية لفكرة إيجابية مضادة ، واستعن في ذلك بالضوء ، السجود مع الدعاء ، قراءة آيات قرانية . - ضع برنامج يومي للأسرة يتخلله الترفيه والحوارات ، بحيث يجعلكما تقضيان معظم الوقت معًا . - إذا رأيت أن الحالة ازدادت سوءًا فلا تتردد في التوجيه لأخصائي علاج معرفي سلوكي . - تخلى عن الفكرة السلبية التي تدعوك للتفكير في الفراق . ثانيا: يتضح من وصفك أن زوجتك (( ليست بصاحبة العقل الرزين لانها تصدق ما تسمع فوراً ولا تفكر دائما بالعواقب(( ، أنها تتصف بطيبة زائدة تصل لمستوى السذاجة العاطفية والاجتماعية ، وهذا يتطلب منك جهدًا وصبرًا لتغيير تلك الصفات ، فمن مهام الزواج بل وواجباته هو تعليم الزوجه وتثقيفها : فقد قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6] وقال صل الله عليه وسلم : (( رَحِم الله رجلًا قام من الليل فصلَّى، وأيقظ امرأته فصلَّت )) مسند أحمد (2 / 250)، بسند ويبقى ان تقوم بعدة امور لتعزيز العلاقة : *الاهتمام والرعاية للزوجة. *اقتطاع جزء كبير من وقتك لها ولمداعبتها وملاطفتها (الاشباع العاطفي). *الحوار معها وسؤالها عن احتياجاتها ورغباتها وتقوم على اشباعها. *مشاركتها في الادوار المنزلية وعدم القاء اعباء البيت عليها بمفردها. *مراسلتها هاتفيا وعبر برنامج الواتساب وتدليلها بالرسلئل الجميلة المعبرة . *امتدح زوجتك بكل تفاصيلها وعبر عن حبك لها وشوقك دائما لعناقها . نتمنى لك التوفيق والسداد . .